لن أعمل بمنطق الربح والخسارة.. وأملى تأكيد ثقة الجمهور

قبل تصوير ساعة الصفر

محمود عبدالمغنى:

لن أعمل بمنطق الربح والخسارة.. وأملى تأكيد ثقة الجمهور

محمود عبد المغنى

أجرى الحوار: صفوت دسوقى

ذات يوم طل الصغير من شرفة غرفته.. فوجد صورة ضخمة فوق بناية عالية.. كانت الألوان صارخة.. والملامح لشخصيات فنية ساطعة، وتمنى الصغير أن تمضى الأيام وأن يصبح فى مكانة هؤلاء.. وغدا الصغير فتى متميزاً فى دنيا السينما، على ملامحه وهج الحماس الذى لا ينطفئ. الخطوات الهادئة والاختيارات التى لا تعرف منطق الربح والخسارة.. كلها أمور تؤكد أن الفنان محمود عبدالمغنى يراقب أعماله بعين نافذة ناقدة.. وأن لديه من الذكاء والكفاءة ما يؤهله للوقوف على سلم النجومية وتأكيد الثقة بينه وبين الجمهور.

* المتابع لخطواتك سوف يكتشف مرورك بمرحلة مختلفة عن مرحلة البداية.. بماذا تفسر ذلك؟

ـ كانت بدايتى من خلال مسلسل »الرقص على سلالم متحركة« مع المخرج مصطفى الشال، وبصراحة شديدة جمال الورق والتوليفة الممتازة داخل هذا المسلسل صنعا له نجاحاً غير عادى.. بعد ذلك شاركت فى الجزء الثانى من مسلسل »زيزينيا« مع الرائع جمال عبد الحميد ثم فيلم »صايع بحر« بعد هذا الفيلم دخلت مسلسل »الرمال« واستوجب تصوير دورى السفر إلى الجونة لمدة تسعة شهور.. وهناك جلست مع نفسى وقررت إعادة ترتيب أوراقى من جديد وتغيير أسلوب أدائى حتى أعبر إلى الجمهور بوجهة نظر تستحق التقدير.

* وما هى الفرصة التى منحتك القدرة على التغيير؟

ـ أعتبر فيلم »ملاكى اسكندرية« نقطة تحول فى مشوارى... فرغم صغر مساحة الدور والذى لا يتجاوز الخمسة مشاهد.. إلا أن دورى أحدث رد فعل كبيراً وساهم فى انتشارى بشكل إيجابى.. ولا أبالغ إذا قلت إن المخرجة ساندرا نشأت نجحت فى اكتشاف مناطق جديدة بداخلى كممثل.. وزادت رقعة التغيير فى دور »شرابية« مع الفنانة الكبيرة يسرا من خلال مسلسل »أحلام عادية«.

* ماهو أقرب الأدوار إلى قلبك؟

ـ دور »عادل« فى مسلسل العميل »1001« مع مصطفى شعبان.. صحيح أن دورى لا يتجاوز الـ»30 مشهداً« وهذه المشاهد تعد كنقطة فى بحر اذا ما وضعت فى مسلسل من »30« حلقة ولكنى تمسكت بهذا الدور لأن »عادل« كان نموذجاً للسمو والرقى الأخلاقى.. فهو عاشق بكل جوارحه للوطن وعلى استعداد أن يقدم روحه فدية لهذا الوطن.

* وماذا عن تجربتك فى فيلم »دم الغزال« وهل تولد بداخلك خوف من حكم الجمهور؟

ـ لم أخش حكم الجمهور.. ولم أفكر فى شخصية الإرهابى أو رجل الدين المتطرف.. فكرت فقط فى طريقة جديدة أقدم من خلالها دور »رضا ريشة« بشكل مختلف، وأن أقدم الظروف التى دفعته الى السير فى هذا الطريق فلم يكن »رضا ريشة« إلا عاشقاً عاندته الظروف واحالته الى مجرم لا يعرف إلا العنف.. وعلى فكرة الجمهور الذى شاهد »دم الغزال« تعاطف مع »رضا ريشة« ومنحه الأسباب والأعذار وأشياء كثيرة.

* قدمت فى فيلم »الشبح« دوراً كوميدىاً رائعاً.. فهل نتوقع لك بطولة كوميدية مطلقة؟

ـ أتصور دائماً أن الممثل الجيد هو القادر على لعب كل الأدوار.. كوميدية أو تراجيدية المهم ان ينجح فى العبور للجمهور بأسلوب سهل وطريقة مهضومة.. وبصراحة شديدة أنا ضد تصنيف الممثل ووضعه فى قالب ثابت.

* من هو الممثل التى تشعر معه بارتياح ويستفز الفنان بداخلك؟

ـ بصراحة شديدة الفنان أحمد عز.. فبينى وبينه »كيميا« وأشعر بانسجام اثناء الشغل معه.. كما أنه موهوب و لديه حضور متدفق.

* البعض يرى أنك تحمل نفس الخريطة الجينية للفنان الراحل أحمد زكى؟

ـ أنا فخور بهذا الكلام.. فما أحلى أن يشبهك الناس بنموذج ناجح ومؤثر مثل الفنان أحمد زكى الذى قدم على مدار تاريخه الفنى أعمالاً شديدة الثراء والخصوبة ويكفى أنه أصبح علامة فى تاريخ السينما المصرية.

* يقال إن الفضائيات ساهمت فى نجاح جيلك.. ما تعليقك؟

ـ أنا مع ذلك الرأى لأن الفضائيات جعلت العالم أشبه بالقرية الصغيرة.. أصبحنا نشاهد الانتاج الجزائرى والمغربى والكويتى ونقارن بينننا وبينهم.. كما أن الأعمال الفنية عندما تعرض فى الفضائيات تحظى بكثافة مشاهدة عالية وهذا يحقق للفنان الانتشار والانطلاق.

* حدثنا عن دورك فى فيلم »الجزيرة«؟

ـ هو ضابط شرطة يتمناه كل مصرى.. صحيح أنه يحارب طواحين الهواء لكن لديه مبادئ وقيماً يعيش عليها ومقتنع بها.. لكنه يبدو غريباً عن واقع محيط به ملئ بالألم والشجن والفساد أيضاً.

* وما هى أخبار فيلمك »ساعة الصفر«؟

ـ هو بفضل الله سبحانه وتعالى أول بطولة مطلقة ويشاركنى فيه نجوم لهم رصيد محترم ومنهم زينا وصلاح عبد الله.. وهو فى مرحلة الكتابة، والقصة من تأليف وائل عبدالله.. وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور والنقاد.

* ما هو حلمك الذى يشغلك طوال الوقت؟

ـ أن أجتهد لتأكيد الثقة بينى وبين الجمهور الذى أصبح واعياً وقادراً على التمييز بين الجيد والردئ.