بسبب الأجور الضعيفة والروتين والضرائب
النجوم يخاصمون الإنتاج الحكومي في مصر
يعتبر «وكالة عطية» المسلسل الوحيد الذي أعلن قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري عن بدء تصويره، في أول تعاون بينه وبين المخرج رأفت الميهي، بالإضافة إلى ستة أعمال أخرى من دون ذكر نجومها بحجة عدم التعاقد معهم حتى الآن. يفسر البعض في داخل القطاع عدم إعلان أسماء هؤلاء النجوم بأن «المفاوضات ما زالت قائمة» فيما يؤكد البعض الآخر أن هذه الأعمال ستكون خالية تماماً من النجوم الذين يتملصون من العمل معه بسبب سقف الأجور المنصوص عليها في اللوائح.
لا تنحصر حال الخصام التي يعلنها النجوم في قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري فحسب، بل تشمل الجهات الإنتاجية الحكومية الأخرى مثل «صوت القاهرة» و{مدينة الإنتاج الإعلامي» بسبب اللوائح أيضا، إذ لا يتعدى أجر النجم السوبر فيها الـ25 ألف جنيه مصري في الحلقة الواحدة، على ألا يزيد مجموع حلقاته عن 22، علماً بأن وقت الحلقة لا يتعدى 40 دقيقة من دون تترات البداية والنهاية، بالإضافة إلى حذف الضرائب 20 % من أجورهم الحقيقية التي تُضمن بشكل كامل في العقود، عكس ما يحدث في الشركات الخاصة إذ يُخفى الأجر الحقيقي الذي يتقاضاه الفنان، ما يفسر سرّ عزوف نجومنا عن الحضور في أعمال الجهات الحكومية وتهافتهم على شركات الإنتاج الخاصة، التي رفعت سقف أجورهم إلى أرقام خيالية كي تحظى بولائهم. أما النجوم فواصلوا التصعيد عاماً تلو الآخر ما سيعيق العملية الإنتاجية قريباً بسبب المغالاة، وهو ما حدث أخيراً مع مسلسل «ليلة الرؤية» للمخرجة رباب حسين الذي تعثَّر بسبب إصرار بطلته الفنانة ليلى علوي على التمسك بأجر 5 ملايين جنيه وهو ما اعترض عليه منتجو المسلسل.
إنضمّ المخرجون إلى قائمة الفنانين الذين يبتعدون عن التعاون مع قطاع الإنتاج، حيث يصل أعلى سقف لهم في لوائح القطاع إلى 8 آلاف جنيه عن الحلقة الواحدة، بينما يحصلون في الشركات الخاصة على هذا الرقم مضروبا بـ 20، والنتيجة المزيد من التعثرات الإنتاجية.
عرض وطلب
أكدت راوية بياض، رئيس قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري، أن أجور الفنانين تعتمد على سوق العرض والطلب وحسب مستوى النجم، يتراوح أجر النجوم السوبر بين 2 إلى 3 ملايين جنيه، تقول: «على الرغم من سقف الأجور المحدد تبعاً للوائح القطاع، إلا أن هذا الأخير قادر على دفع هذه الأجور عبر اللجوء إلى المنتج المشارك الذي يتحمل نسبة كبيرة من ميزانية العمل بما فيها أجور النجوم، خصوصاً أن لدى معظمهم عقود احتكار مع شركات الإنتاج الضخمة، مثل عقد إلهام شاهين مع شركة عرب سكرين، يسرا مع العدل غروب، يحيى الفخراني مع كينغ توت، نور الشريف مع محمد فوزي. تسعى هذه الشركات بدورها إلى التعامل مع القطاع كي تضمن الحضور بشكل جيد على خريطة العرض، وبالتالي نتعامل مع هؤلاء النجوم بعد اطلاع لجنة القراءة على النصوص المقدمة وإجازتها رقابياً.»
وأضافت: «بدأنا الآن تصوير أربعة أعمال هي «دولة كربستان» لعلا غانم وهشام سليم، «جدار في القلب» لسميرة أحمد، «بنات في الثلاثين» لمنة فضالي ومحمود قابيل، «أيام الحب والرعب» لسوسن بدر ونهال عنبر، «عدى النهار» لمخرجه إسماعيل عبد الحافظ وبطولة النجم صلاح السعدني. سيُعدّ تباعاً مسلسل «رمانة الميزان» للكاتبة فتحية العسال ومسلسل الجاسوسية «سامية فهمي» الذي نتفاوض فيه مع النجمة منة شلبي لتؤدي دور البطولة فيه».